الدين الشمولي جذور وأشكال التشدد التطهري
ما هي العلاقة التي تنشأ بين دين التوحيد وبين العنف، وهـل هـذه العلاقة حصرية
أم أن هناك أديانا سابقة على التوحيد الموسوي كان بها أيضا أشكال من العنف. ترتكـز لغـة العنـف التـي قـد تبدو ظاهريـا فـي الكتـب المقدسـة فـي شـرعيتها وصحتهـا علـى الوحـي والعقيـدة وعلـى حصريـة مصطلح الحقيقـة، وهـي ظـاهـرة يجـب أن تفهم أولا بعيدا عـن كل الجـدال والتبريـر وعلـوم الدفـاع عـن الديـن، وهـذا مطلـوب اليـوم بشـدة حيث إن عالــم الـيـوم مـحـاط بـكـم هـائـل وغير مسبوق مـن العنـف الـذي يستند في مرجعيتـه إلـى اللـه وإلـى الكتـب المقدسـة، ونحن لا نملك ترف أن نغض الطرف عـن السـؤال إن كانت هناك صلة بيـن احتكار التوحيـد الحصـري لمصطلح الحقيقـة وبيـن لغـة العنـف وكيف يمكننا تحليـل وعلاج هـذه الصلـة. في النهاية، لا يتركنـا يـان أسـمان، عـالم المصريات الشهير حيـازي مـع سـؤاله الكبير، بل يقدم لنا رؤية عملية وإشراقية في نفس الوقت لمخرج من دائرة العنف هذه.